الأمم المتحدة: تأجيل مؤتمر السلام الفلسطيني يهدد فرص حل الدولتين

الأمم المتحدة: تأجيل مؤتمر السلام الفلسطيني يهدد فرص حل الدولتين
فرحان حق

أعلنت الأمم المتحدة أنها على علم بتأجيل المؤتمر الدولي رفيع المستوى المعني بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والذي كان مقرراً عقده هذا الأسبوع، وتواصل الأمم المتحدة التنسيق مع الرئيسين المشاركين للمؤتمر، فرنسا والمملكة العربية السعودية، لتحديد مواعيد جديدة.

غوتيريش: لا بديل عن الحل 

وأوضح نائب المتحدث باسم المنظمة، فرحان حق، في مؤتمره الصحفي يوم الاثنين أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جدد التزامه الراسخ بحل الدولتين المتفاوض عليه، بما يتسق مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، مؤكداً على ضرورة أن تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب بسلام وأمن، مع القدس عاصمة مشتركة لكليهما، كما دعا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن دون شروط، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

فيما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن الهجمات ضد المدنيين في غزة تواصلت خلال الأيام الماضية، حيث أفادت تقارير بمقتل وإصابة أشخاص خلال محاولتهم الحصول على الغذاء والمساعدات، وسجل الشركاء الميدانيون انفصال العديد من الأطفال عن عائلاتهم قرب نقاط توزيع المساعدات، بسبب الفوضى والازدحام.

جهود لإصلاح خدمات الاتصال

أشار "أوتشا" إلى أن فرق الاتصالات تمكنت من إصلاح كابلات الإنترنت خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد تسهيل دخولها من قبل السلطات الإسرائيلية. ورغم عودة الاتصال مؤقتاً، سُجّل انقطاع جديد الاثنين في وسط وجنوب غزة، قبل أن تنجح الفرق في إجراء إصلاحات عاجلة واستعادة الخدمة.

وفي السياق، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن النساء الحوامل في غزة يعشن على الحد الأدنى من احتياجاتهن الغذائية، ما يعرضهن وسلامة أجنتهن لأخطار جسيمة، وأوضح الصندوق أن واحدة من كل ثلاث نساء حامل تواجه حملاً عالي الخطورة، وسط نقص حاد في أكثر من نصف الأدوية الأساسية الخاصة بصحة الأم.

مبادرات لتوزيع الوجبات رغم الأسعار المرتفعة

تمكّنت الأمم المتحدة من توزيع نحو 200 ألف وجبة عبر 44 مطبخاً مجتمعياً الأسبوع الماضي، لكن الأسعار تواصل الارتفاع بشكل حاد، في مدينة غزة، بلغ سعر كيس الطحين (25 كغم) نحو 1,600 شيكل، أي ما يعادل 450 دولاراً، ما يجعل الغذاء في متناول القلة فقط.

أكّد مكتب "أوتشا" أن مخزونات الوقود وصلت إلى مستويات حرجة، ما يعوق تشغيل محطات المياه والآليات الأساسية. وفي جنوب غزة، أشارت التقارير إلى قرب نفاد وقود الديزل بالكامل، في ظل استمرار رفض السلطات الإسرائيلية تنسيق إدخال إمدادات جديدة.

أنشطة الإغاثة قد تتوقف بالكامل

حذر المكتب من أن الأنشطة الإنسانية، إضافة إلى الاتصالات والأنظمة المصرفية، قد تنهار قريباً ما لم يتم إدخال الوقود فوراً أو السماح باسترجاع المخزونات المخزنة في مناطق داخل غزة. وقد رفضت إسرائيل، يوم الاثنين، 7 من أصل 17 طلباً لتنسيق التحركات الإنسانية، من بينها نقل مياه وإزالة نفايات.

أشار مكتب "أوتشا" إلى أن أوامر النزوح المستمرة تسببت في تفاقم أزمة المأوى، حيث باتت مراكز الإيواء مكتظة بشكل غير مسبوق. ورغم الاحتياج الهائل، ترفض السلطات الإسرائيلية منذ أكثر من 100 يوم السماح بدخول مواد البناء والمأوى، رغم أنها تتعرض للتلف أو تُترك أثناء النزوح المتكرر.

جهود لإدخال شاحنات الإغاثة

واصلت الأمم المتحدة إرسال شحنات إغاثية عبر معبر كرم أبو سالم، حيث تم توجيه أكثر من 50 شاحنة أمس، وفق ما أفاد به "أوتشا"، رغم التعقيدات المستمرة في التنسيق والإدخال.

يأتي تأجيل المؤتمر الدولي حول القضية الفلسطينية في ظل تصعيد غير مسبوق في قطاع غزة، حيث أدت العمليات العسكرية والقيود المفروضة على دخول المساعدات إلى أزمة إنسانية خانقة، ومنذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، يعيش القطاع في حالة طوارئ متواصلة وسط نقص حاد في الغذاء، الماء، الدواء والوقود، ما يزيد من هشاشة الأوضاع الإنسانية ويهدد بموجة انهيار شامل للبنية التحتية المدنية، وتسعى الأمم المتحدة إلى دفع جميع الأطراف نحو تهدئة عاجلة، وإحياء جهود الحل السياسي عبر مؤتمر دولي يضمن تطبيق حل الدولتين، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى تحديات متزايدة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية